وسطية الكعبة المقدسة ومركزيتها

وسطية الكعبة المقدسة ومركزيتها

وسطية الكعبة المقدسة ومركزيتها

الشيخ مناظر أحسن الكيلاني(1)
عربه ملخصا طلحة نعمت الندوي(2)


إن كل كثرة تستلزم وحدة جامعة وتحتاج إليها في بقاءها ونموها وجمعها للبقية الباقية من أجزاءها وصيانتها من الضياع والانتشار، فلو فقدت الكثرة تلك النقطة الجامعة للوحدة لانتشرت منها أجزاؤها، كما يتوقف عمل النمو والنشأة التي ترتبط بهذه النقطة بجذبها الآثار من الخارج، ومثاله شجرة لها نواة تحمل لبّاً، لو أخرجناها منها ثم بذرناها للنبات سنرى أنها تتفسخ وتفسد في الأرض حتى تختلط بالتراب أجزاؤها وتفنى فيها بدل أن تورق وتثمر.
وعلى كل فللقب مكانة أساسية في نظام الجسد، وللب النواة مكانة أساسية في نظام الأشجار والنباتات، وعلى هذا يتسائل القلب هل لهذه المجموعة من التراب ـ التي تسمى "الأرض" ـ التي ينشأ منها الكثير، لا المعادن فحسب بل النباتات والحيوانات والإنسان وكلّ شيء هل لها نقطة أساسية مركزية، وهل له قلب يجري منه الدم في عروقها؟! وهل لنواتها لبّ يرتبط به قيام جميع ما يخرج من الأرض؟ فكلّ من قرأ آية "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس"(3) ويؤمن بها دون غيرها هل له أن ينظر إلى غير هذه الآية في الإجابة عن ذلك السؤال الذي يدور بخلده؟ ثم يزيد القرآن فيقول شارحاً لهذا الإجمال بعد ذلك ويصرح "و إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا"(4) . يقول الراغب الأصفهاني في شرح كلمة "المثابة" "سمي مكان المستسقي على فم البئر مثابة"(5) ، فإذا سميت الكعبة "مثابة"، فما معنى ذلك سوى أن كلّ بركة تستفيدها هذه الكرة الأرضية نقطتها الأساسية المركزية هي هذه الكعبة، وما ذكر بعد ذلك من كلمة "أمنا" تدلّ على أن جميع العالم مرتبط بها، فكأنّ كلّ ما يناله الناس على هذه الأرض إنما هو بواسطة الكعبة كما تقتضيه الآية القرآنية الصريحة الآنفة الذكر، ومعنى ذلك أن الكعبة بالنسبة إلى الأرض مثل العرش بالنسبة إلى جميع الكون الذي يقسم منه الرحمن رحمته للخلق. كما يؤيد هذه الفكرة ما جاء في بعض الروايات أنه قال الله تعالى وهو يخاطب سيدنا آدم "يا آدم أهبطت لك بيتا تطوف به كما يطاف حول العرش وتصلي عنده كما يصلى حول عرشي"(6) ، وهناك روايات أخرى في هذا المعنى، وإن كانت درجتها ضعيفة.
ودع عنك ذكرها، فإن الآية القرآنية الشهيرة "إن أول بيت وضع للناس(7) للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين"(8) تغنينا عن الاستدلال بتلك الروايات، فهي إن دلت على شيء فإنما تدلّ على أن النقطة الأولى من الأرض إنما وضعت في ذلك المكان الذي تحيط به جدران الكعبة، وهو خبر صدق من خبير عليم كان قبل أن تبسط الأرض، فلا خبر أكثر صدقاً ممن وضعه للناس قبل كل شيء، وذكر بعد ذلك كلمة "مباركاً"، وهي تدل على أنها منبع البركات التي تنبع منها وتتوزع على الأرض كلها، وأرى في ذلك أنّ الآية تشير إلى أنها بركة للعالمين كلّه، فلّما جعل نظام شامل للتوحيد للعالمين وختمت النبوة على سيدنا محمد وتمّ اختيار مكة مركزاً للهداية ـ كما تقتضي كلمة "هدى للعالمين" ـ فلم يكن ذلك أمراً اتفاقياً أو عادياً، بل جعل مركز الهدى ذلك المكان الذي كان منبع الخيرات المادية للناس من قبل، فإنّ كلمة "مباركاً" كذلك منوطة بـ"العالمين" لا كلمة "هدى" فحسب.
وأنا في حيرة على ما يشرح به الناس كلمة "أم القرى"(9)، فكلمة "القرى" كلمة عامة تشمل جميع الكون العمراني شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً على الأرض، وهذه هي أمّها ومركزها، وذلك ما صرّح به الراغب الأصفهاني، وذكر في ضمنها قول سيدنا علي رضي الله عنه "إن الدنيا دحيت من تحتها"(10) وفيه الإشارة إلى مركز البركة هذا الذي عبّر عنه القرآن الكريم بكلمة "مباركاً"، وما اختاره القرآن الكريم من كلمة "بكة" بدل مكة فلم يكن أمراً مصادفاً وإنما أشار إلى ما جاء في الكتب والصحف الإلهية السابقة وصحائف الأنبياء عليهم السلام، فقد أشار سيدنا داوود إلى هذه المركزية العالمية الشاملة للكعبة في بعض مزاميره إذ يقول
"ما أحلى مساكنك يا ربّ الجنود! تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الربّ، قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحيّ".
ثمّ يذكر مثالاً يصرح فيه بأنّ كلّ شيئ له مركز قائلاً: "العصفور أيضاً وجد بيتاً والسنونة عشاً لنفسها حيث تضع أفراخها".
ويقول في النهاية: "طوبى لأناس عزهم بك، طرق بيتك في قلوبهم، عابرين في وادي البكاء، يصيرونه ينبوعاً، أيضاً ببركات يغطون مورة".
هذه هي كلمات من مزمور 84، لم يقتصر فيها على الإشارة إلى بئر زمزم بل شرح كذلك كلمة "مباركاً" القرآنية.
وما ينشر اليوم من تراجم الزبور حاولوا فيها أن يغيروا الكلمة من بكة إلى وادي البكاء(11) أو البقاء، ولكن صرح البعض ـ ومن بينهم العالم المستشرق الشهير مرجوليوث ـ أنه لا يمكن إطلاق هذه الكلمة على مكان سوى مكة المكرمة، وقد اختار القرآن الكريم كلمة بكة بدل مكة الاسم الشهير الذائع الصيت،ولعلّ فيها إشارة إلى أمثال هذا المزمور وما جاء فيها.
وهذه وثيقة تاريخية وشهادة قديمة لقدم الكعبة المشرفة ويرجع عهدها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة على الأقل ولكن هناك شهادات أقدم منها، وهي في صحائف الأنبياء الذين كانوا قبلهم المضمَّنة في الكتاب المقدس، فقد جاء عن إبراهيم عليه السلام في التوراة مانصه:
"وقال الرب اذهب من أرضك ومن عشيرتك إلى ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة وأبارك وأعظم اسمك، وتكون بركة، فذهب أبرام كما قال له الربّ وذهب معه لوط وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لمّا خرج من حاران فأخذ أبرام ساراي امرأته، ولوطا ابن أخيه، وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكا في حاران، وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان، فأتوا إلى أرض كنعان.
واجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض، وظهر الربّ لأبرام وقال لنسلك أعطي هذه الأرض، فبنى هناك مذبحا للربّ الذي ظهر له، ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقيّ بيت إيل ونصب خيمته، وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق، فبنى هناك مذبحاً للربّ ودعا باسم الربّ، ثمّ ارتحل أبرام ارتحالاً متوالياً نحو الجنوب"(12)
والذين يعرفون يدركون جيداً أن بيت إيل أي بيت الله هذا الذي ضرب في الشرق منه سيدنا إبراهيم خيمته هو هذه الكعبة المشرفة التي رفع القواعد لها مع نجله سيدنا إسماعيل، ووقوع البحر في غرب الكعبة من أجلى البديهيات.
وكذا جاء في كتاب التثنية كلمة لسيدنا موسى"هذه البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: "جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة، فأحب الشعب، جميع قديسيه في يدك، وهم جالسون عند قدمك، يتقبلون من أقوالك"(13)
ويؤيده كل من الكتاب المقدس ورواياتنا، فكل من حقق الكلمة توصل إلى أن الإشارة بكلمة فاران إلى المكان الذي فيه الكعبة، كما أنّ صحيح البخاري ينصّ على أن النبي عليه السلام دخل الكعبة عند فتح مكة مع عشرة آلاف من أصحابه.
وهذه الشهادات على ما تواجه تلك الصحف من دس وتحريف وإلحاق وتزوير ولا تزال، ولو جمع من صحف الأنبياء كل ما قيل في ذلك لتكونت رسالة تدلّ على ما صرح به القران عن الكعبة بآية "يعرفونه كما يعرفون أبناءهم"، فقد ذكر هذا عن كلّ من النبي عليه السلام والكعبة(14)، وتساند تلك الروايات ما جاء في تاريخ هيرودوت اليهودي الإغريقي أو المؤرخ الروماني سيس ليس، فبناء على هذا ليس هناك بيت أقدم منه على الأرض ولم يزل مع إجلاله وعظمته مكرماً معظماً، ويرجع تاريخه إلى ما قبل ستة قرون قبل سيدنا عيسى، مما يشير إلى إنه مضى على هذا القول نحو ألفان وست مائة سنة، وفيه أن الناس لا يزالون يعظمونه من قديم الزمان، فإلى متى يصل هذا الزمن القديم، ومع ذلك لو نظرنا إلى تاريخ أقدم المدن أو العمران على الأرض لا يجاوز تاريخه الموثوق به ـ دون الأساطير حوله ـ أكثر من ألفين وخمس مائة سنة.
من ذلك يتضح لنا حقيقة التعبيرالقرآني عنها بـ"البيت العتيق" فإنها ليست صفة إضافية لها بل حقيقية، ولو حقق ذلك أحد لأدرك هذا، والحقّ أنّ المكان والعمران الذي يوجد فيه "بيت إيل" المذكور في الكتاب المقدس أم بيت الله الملفوظ في القران الكريم، لو نظرنا إلى موقعه الجغرافي لأدركنا حقيقة ما ذكره القرآن حيث صرح للمسلمين "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً"(15)
ولا يخفى أنه جاء قبله ذكر الكعبة إذ قيل "سيقول السفهاء من الناس ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم"(16)، وتبين منه أنه من فضل الله ومن مقتضيات حكمته أننا نجد الكعبة على الخطّ المستقيم وفي الوسط الذي ليس ببعيد عن الشرق ولا عن الغرب، ولذلك إذا شبّه حال المسلمين بحال القبلة فالأمر إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن قبلتهم في وسط المعمورة كلّها، وما جاء في بعض الروايات أن الكعبة أو مكّة هي سرّة الأرض(17) فكأنه تعبير لهذه الآية الكريمة.
وكذا لو نظرنا إليه من الناحية الحسابية لوجدناه كذلك، فلقد نعلم أنه يوجد العمران البشري عامة في الشمال إلى ٨٠ درجة بينما هو في الجنوب إلى ٤٠ درجة، فكأنّ عمران الأرض البشري إلى ١٢٠ درجة ما بين الشمال إلى الجنوب، فالآن لو نقصنا ٢٠ من ٨٠ ظهرت النتيجة ٦٠ وكذا لو زدنا ٢٠ في ٤٠ كانت نفس النتيجة، فتبين من هذا أنّ المنطقة الوسطية من المعمورة البشرية هي ما تقع على درجة ٢٠ أو ٢١، والآن خذ الأطلس يوافقك أنها العرب التي فيها الكعبة، وكذا كلّ من يمرّ من الشرق إلى الغرب وعلى العكس، يمرّ بها.
وعلى كل فتلخص منه أن ذكر القرآن للكعبة كأوّل بيت والذي لم يزل هدى للعالمين منذ ثلاثة عشر قرناً، وكذا ذكره أنّ فيه آيات بينات، كل ذلك إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أنّ صلة المسلمين بهذا البيت ليس خيالاً أو اعتقاداً فحسب بل واقع وحقيقة وأمر طبيعي مقرّر من ربّ العالمين، ولو ذهبت تبحث عن هذه الآيات البيّنات لانكشف لك السرّ بعد السرّ، ويعينك على معرفة ذلك كلّ من التاريخ والصحف القديمة والخرائط الجغرافية.
فلو اعتقد المسلم أنه كان هذا البيت هو القبلة الأولى للجنس البشري ثم لمّا انتشرت ذرية بني آدم تفرقت قبلات عدة(18)، ثم لما استطاعوا أن يتقاربوا في ما بينهم وحّدت قبلتهم الأولى وصرفوا عن غيرها، لما أجحف، بل تؤيده هذه الآيات البينات التي أشار إليها القرآن الكريم.
وهناك روايات ضعيفة تشير إلى قدم الكعبة وأنها كانت لسيدنا آدم كذلك، منها ما روي عن أشهر رواة الإسرائيليات وهب بن منبّه أنه لقي الملائكة سيدنا آدم في وادي أبطح بمكة المكرمة ورحبوا به ثم قالوا كنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي سنة، جاء بعد ذلك في الرواية أنه جاء به الملك مكة فطاف بالبيت أسبوعاً ثم رجع إلى أرض الهند فمات بها(19)، وكذا ما نسب إلى سيدنا ابن عباس من رواية أن آدم حج من الهند أربعين حجة(20)
وأنا مع اعترافي بضعف أمثال هذه الروايات ووهنها لا أسوّغ الشك والارتياب في صلة سيدنا آدم بأوّل البيت هذا اعتماداً على النصّ القرآني أنه أول البيت الذي وضع للناس على الإطلاق.
ولا نخوض في مباحث سكت عنها القرآن من كيفية جدران الكعبة في البداية،أكانت من الحجر أو من الطين، سوى الحجر الأسود الذي تشير الروايات إلى أن له صلة بالكعبة منذ أول بناءها، فالخوض في أمثال هذا يخالف المنهج القرآني،فإنه يرشدنا بمنهجه هذا إلى أن نشغل أنفسنا بالمهمات عن غيرها، ولكن مع ذلك ترون أن القرآن كشف عن جميع الحجب التي كادت أن تريب النفوس الزائغة غير المؤمنة، فصرّح بأنّها مثابة وأمن للناس، وهدى للعالمين ومبعث بركة لهم، وبناء على ذلك أرى بعض الروايات تفسيراً للآيات القرآنية السابقة، من تلك الروايات "أنزل الله خيمة من خيام الجنة فوضعها بمثله موضع البيت"(21)، ومغزى تلك الروايات كلّها أنّ الله عزوجلّ حينما أراد أن يجعل الإنسان خليفة في الأرض جعل الكعبة مركزاً لقيام الأرض وبقاءها ونموّها، وكما أنه استوى على العرش ليقسم رحمته في هذا الكون كلّه كذلك جعل الكعبة مصدراً لتجلياته القدسية ليقسم منها الرحمة على هذه الكرة الأرضية، وهكذا مثل الكعبة مثل المرآة التي تعكس ضوء الشمس وتجلياتها، فيرى الرائي في المرآة صورة الشمس ويحسبها نفسها في داخلها، كذا نعتقد أن الربّ تعالى ـ الذي لا تسعه أرضه ولا سماؤه(22) ـ دخلت تجليات ذلك الخالق للأرض والسماء في الكعبة بحيث أننا كما نكاد نطلق على المرآة أنها بيت الشمس بعد رؤيتها كذلك نقول للكعبة بيت الله، وهذا الاسم أصحّ ما يطلق عليها بعد مشاهدات تجلياتها، وهذا ما صرّح به مثالاً شيخنا الشيخ محمد قاسم النانوتوي قاسم العلوم والخيرات.(23)
وهذا التجلي الحقيقي لذات الحق تعالى هو الأساس لجميع العلاقات والصلات مع الكعبة التي يريد الإسلام أن يربط بينها وبين المؤمن بالله تعالى.
فهناك أربع عبادات، هي الصلاة ة والزكاة والصوم والحج، والزكاة تتمة للصلاة وهما مظهران لحاكمية الله تعالى وجلاله، أما الصوم فهو تتمة الحج وهما مظهران لجمال الربّ تعالى ومبعث الحبّ له، فالأصل هما الصلاة والحج، ولذلك ترون أنّ الإسلام الذي يأمر أتباعه بالتزام جميع الآداب حتى بتنظيف البراجم والمغابن قبل الحضور لها، وأخذ الزينة في كل مسجد، وأنّ من مسّ الحصى فقد لغا، وأن لا يأتوا الصلاة سعياً بل بسكون وهدوء، نرى ذلك الإسلام والدين أنه يأمر أتباعه في الحج بأن لا يأخذوا الزينة ولا يتطيبوا ويسعوا ويهرولوا ويصرخوا، فقد قال صلى الله عليه وسلم، "الحج العج الثج"(24)، ويرموا الحصى على خلاف "من مسّ الحصى فقد لغا"(25)، فما هذا، هذا هو من مظاهر الحب المودع في فطرة كل بني آدم، فقد قال تعالى بعد أمره بالحج، "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"، "ومن كفر فإن الله غنيّ عن العالمين"(26)، وما فيه من معنى الإعراض والتهديد له إنما يشير إلى هذه الحقيقة، كما تشير آية آخرى إلى ذلك وهي " لا يكلم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة"(27)، فإن الحبيب هو الذي يوعد محبّه بأمثال هذا، ولأجل ذلك قال بعض المشائخ إن هذا أشدّ التهديدات وأشقّ المواعيد عليّ، و الحجّ لإبراز تلك الكوامن من الحب، فقد أودع في غريزة الإنسان أنه يميل إلى الجمال ويأسره حسن أحد من الإنسان، ونكاد نقول في الإنسان أنه يميل إليه بدافع من الشهوة ولكننا نراه يتأثر بكلّ منظر خلاب، ويطرب لكل مشهد طبيعي أخاذ، ويهتز قلبه ويفرح، فلم نجد أحداً من الحيوانات يهتز لمثل هذا مثل الإنسان، مما يدلّ على وجود هذه الغريزة الوحيدة فيه، فلا يتمّ الإنسان إلا أن يوجّه شوقه هذا وغريزته هذه إلى خالقه وإشباع رغبته وقضاء حنينه من بيته، فإن ذلك من كمال الدين، فلم يكن دين الله الخاتم الأخير ليبلغ تمامه ما لم يهتمّ بإشباع تلك الغريزة المودعة في كوامن الإنسان، وذلك ما شرحه الشيخ عبدالعزيزالدهلوي من كبار شيوخ الهند، فيقول في تفسيره، ويشرح هذا المعنى قائلاً "ثم أمر سيدنا إبراهيم عليه السلام بأن يصل بنفسه مرة في السنة من الشام إلى أرض الحجاز حاسر الرأس وحافي القدمين في لباس غير عادي أغبر أشعث مثل الواله العاشق المحبّ، ويجعل نفسه قائماً متمثلاً أمام الكعبة متوجهاً إليها حيناً على الأرض وحيناً على الجبل، حتى يدور ويطوف ببيت التجلي هذا ومركزه ويقبّل أركان هذا البيت وجدرانه"، ويختم الكلام على هذه الكلمة، "حتى أنّ معنى الحب والعشق المودع في كامن الإنسان يظهر للناس ويشتهر أمره بينهم"،
وعلى كل فهذا هو الحبّ الذي يذهب الإنسان يبحث عنه، وهو من محاسن فطرة الإنسان، وإذا كانت الأسماء الحسنى هي للذات الواحد فأين نبحث عن منابع الحسن في غير مسماها؟؟
ثم قال الشيخ "أمر الناس أن يهتفوا بالتلبية ويصرخوا وبذلك يشعلوا في كامن رماد هذا الحبّ،" وكتب الشيخ في النهاية "هذه الكيفية لمناسك الحج فرضت عليهم، وأمروا بالإقامة في مزدلفة وعرفات والسعي بين الصفا والمروة والذبح والإحرام".
وفي كتاب "غاية الشعور" عن ذبح الهدي "إن التضحية تشير إلى فداء الإنسان بنفسه لخليله، وأن يستعدّ له كلّ وقت يطالبه صاحبه بذلك".
فالبحث عن الحب الحقيقي الأزلي والجمال الدائمي هذا هو روح الحج، فد استفاض الحديث عن هذا في كتب العلماء والراسخين في العلوم الشرعية، كما لا يخفى ذلك على من له أدنى نصيب من العقل، ولكن المهمّ في ذلك أن نفكر في الآية القرآنية التي جاء فيها الأمر بالحج، "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"، قال في آخر هذه الآية "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"، ولا يكاد يفهم هذا الأسلوب ويدرك حقيقته إلا من له تجربة من عالم المحبة، وابتلي بشيئ من هذا، ونال منه نصيباً، ولأجل هذا قال شيخ مشائخ الهند الشيخ الحاج إمدادا الله المهاجر إلى مكة، إنّ أشدّ وعيد عليّ هو قوله تعالى "لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة"، فكان يقول، إن هذا من نفسية الحب المودع في فطرة الإنسان، فإن الإنسان لا يطالب إلا بما هو مودع فيه، والآيتان تدلان على وجود هذه المودة والحب في داخل الإنسان لربه تعالى، فلو جعلت هذه النكتة النفسية بين يديك ثم فكرت في الآية "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"، التي وعدالله بها المعرضين عن الحج بدل ما ذكر الله عزوجل في عدد من مواضع كلامه للكفار والتاركين لفرائض أخرى من أمثال الوعيد بالنار وغيرها لأدركت هذا السرّ.
وهذه الروح التي تشير إليه حديث "من ملك زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً"(28)، تلك الروح التي لو لم يدركها أحد فإن الحج هو جسد بلا روح.
وليس غرضه الأساسي هو الاجتماع السنوي للمسلمين كما يدعي بعض الناس، ولا شكّ أنه عمل مهم ولكن الهدف الأساسي الذي تهدف إليه هذه العبادة المهمة هو الحب لله تعالى، فقد فتح الله تعالى بذلك لعبادة طريقا لإشباع غريزة الحب المودعة في كامن كل إنسان، حتى يمكنه بها ترشيدها ووضعها في موضعها فلا تضيع في غير موضعها ولا تذهب سدى، فالذين يهيمون بالخلق الفاني فإنهم يتأسفون ويحرمون ويتقطعون تحسراً.
والصوم هو العمل السلبي لهذا الطريق، فإن الله تعالى يمتحن عباده، هل هو يترك له بعض مألوفاته التي يشتدّ عليه تركها أم لا، فإنه إذا ادعى الحب فلا بدّ من أن يفي بذلك ويختبر نفسه، إلى أي حدّ استطاع أن يترك حاجته لربه، فهذا هو العمل السلبي الذي يجد فيه كلّ مؤمن لأن يزن نفسه بميزان الإيمان، وإلى ما أعدّ نفسه لأن يخوض في غمارالعمل الإيجابي للحبّ ـ وهو الحج ـ الذي ينقطع فيه الإنسان عن غير خالقه ويستغرق في بحر جماله، والصوم هو الذي يكشف عن حقيقة الإيمان، فالذي ليس بمؤمن لا يضطرّ إلى إكمال ما يقتضيه الصوم.
وكذلك الصلاة هي شهادة تصديق للصلاة، ولأجل ذلك عبّر عنه بالصدقة، فلو وفى العبد بما طالبه ربه من أداء ماله فكأنه أثبت صدقه على ما ادّعاه له بصلاته من الاعتراف بعبوديته، فالحقيقة أنّ مطالبة الربّ عباده هو للعبادتين الصلاة والحج فحسب، والاثتنان تبع لكلّ منهما، وقد ربطت العبادتان على اختلاف طبيعتهما بهذا البيت الذي هو قيام للناس ومثابة لهم وأمن للأرض كلها، وما دامت الكعبة تحمل في طيها هذه الخصائص تكون مركزاً للعالم، ولأجل هذا اعتبر القرآن الكريم فتحها هو الفتح المبين، لأنّ فتح العواصم ومقرّات الحكم هو الأصل، ولما تمّ هذا على يدي البشير النذير عليه الصلاة والسلام أشار له الربّ عزوجلّ برجوعه إليه بعد ما ذكر له اسمه التواب(29)، لأنه لو فتح مركزالإسلام فلا حاجة إلى بقاءه في الدنيا، أما ما حولها من القرى والمدن ففتحها عهد إلى أمته صلى الله عليه وسلم "حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلاّ دخله الإسلام".
وهذه العظمة للكعبة إنما هي لأجل صلتها بربها، وإلاّ فلا قيمة لجدرانها وأرضها أصلاً لو تكن تلك التجليات الإلهية التي كساها الربّ عزوجلّ، فكما نشاهد في حياتنا أنّ ملكاً من الملوك إذا زار أرضاً من دولته يضربون له الخيام إن لم يكن هناك مبنى، ويحتفلون ويهتمون اهتماماً بالغاً ثمّ حينما يروح إذا بالأرض فقر موحش ليس بها أحد، كذلك صلة الربّ بالكعبة، ومن هنا نكاد ندرك ما جاء في بعض الأحاديث من أنّ الكعبة يخربها ذوالسويقتين من الحبشة(30) أوكأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً.(31) فمعنى ذلك أنه إنما يكون بعد ما يرفع الله عزوجلّ تجلياته عنها، ولأجل هذا يسمع كلّ مسلم هذا الحديث ولا يتأسف لأنه يعرف أنه إنما يحدث عندما يعرض الله تعالى عنها، وإذا لم تبق لها صلة بربها فلا قيمة لها، وهذا هو معنى ما ورد عن سيدنا عمر عن الحجرالأسود "‘إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولو لا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك"، فإنّ جميع الأحجار من الكعبة معظمة، ولكن هذا الحجر يمتاز من بينها بأنّه لا يزال من أول بناء الكعبة، وقبلتها شفاه الأنبياء عليهم الصلوات والتسليمات، ومسّتها أيدي بانيها سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وقد جاء عن الأنبياء عليهم السلام "يدالله فوق أيديهم" كما جاء في بعض الروايات أنّ الحجر الأسود يمين الله، كلّ ذلك مما يحثّ المسلم على تقبيله، حتى يتشرف بوضع يديه على ما مستهم أيديهم، كأنه يبايعهم، ويتبرك بهم، فكلّ ما يتعلق بأمثال ذلك إنما هو بالنسبة إلى الله تعالى، فلا يعبد العبد المسلم غير ربه تعالى، إنه لا يعبد مخلوقاً ولا يعظمه تعظيمه لله عزوجلّ، فلا يستطيع أحد أن يقول إنّ الكعبة مسجود لها بل هي مسجود إليها، ولكن مع ذلك يدّعي الوثنيون بأنّ المسلمين هم يعبدون غير الله في صورة الكعبة، وأمّا تأويلهم بأنهم لا يعبدون بل يتوجهون إليها فكذلك صلتنا مع الأصنام والأوثان، ولا نعبد إلا الله، فأين الشرك، ولكن هذا من الخطأ البیّن الفاحش، فإنّ الله لا يعلم صورته أحد، وهل يمكن أن يرى أحد صورة حيوان ويتذكر أمّه، فالمشرك إذا اشتغل بغيره لا يتذكر ربه، وعلى العكس من ذلك إذا لا يجد العبد المؤمن ربه حتى في بيته يزداد شوقاً إليه، وإلى هذا أشار إمام الموحدين سيدنا إبراهيم عليه السلام إذ دعا ربه "واجنبني وبنيّ أن نعبدالأصنام،ربّ إنهن أضللن كثيراً من الناس".



(1) أحد كبارعلماء الهند وأشهر أعلامها صاحب المصنفات الشهيرة المتوفى سنة 1377هـ.
(2) باحث أكاديمي من الهند ومدير مجمع العلامة السيد سليمان الندوي ببلدة بهارشريف ــ الهند
(3) المائدة /97
(4) البقرة /125
(5) المفردات للراغب الأصفهاني.راجع شرح كلمة الثوب.
(6) تاريخ الخميس عن قتادة وعطاء [وهو في تاريخ الطبري 1/123دارالتراث بيروت 1387هـ]
(7) والأسف أنّ بعض الناس يقصرون إطلاق كلمة الناس ههنا على أهل مكة فحسب رغم أنهم يرونها على الإطلاق في أمثال رب الناس وملك الناس وكافة للناس وغيرها، وأنا في حيرة من موقفهم هذا، فإنّ القرآن الكريم لا شكّ أنه نزل في بيئة خاصة محدودة أمية ولكن الذي كان ينزل هذه الآيات هل كان علمه المحيط محدوداً أو مقيدا ببيئة دون بيئة أو مكان دون مكان؟
(8) النساء/96
(9) أي ما جاء في آية "ولتنذر أمّ القرى ومن حولها"
(10) وكذا جاء في تفسير الطبري بروايات عن ابن عباس وعبدالله بن عمرو في شرح آية "والأرض بعد ذلك دحاها" في سورة النازعات، حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بألفي عام، ثم دُحيت الأرض من تحت البيت .حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، قال: خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة، ومنه دُحيت الأرض.[ط]
(11) كما ههنا، فقد أخذت العبارة من الترجمة العربية الجديدة، وكذا ذكر المصنف من عبارته أول يوم المطر للرحمن وأوله بأنه أول بيت، ولكن العبارة غير موجودة في الترجمة التي بين أيدينا.
(12) التكوين باب 12
(13) الثثنية 1/33
(14) وكذلك ذكر المصنف مقتبسات وعبارات من الكتاب المقدس في رحلته للحج، وهناك كتاب مهم باسم "أعلام رسول الله المنزلة على رسله صلى الله عليهم لابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276هـ ، أورد فيه هذه الشهادات كذلك، وعند ذاك لم يكن قد حدث فيه تغيير كبير، فنكاد نقدر به مدى ما وصلت إليه يد التحريف في هذا الصدد، كما أنه يوجد تحقيق متقن لأمثال هذه الأماكن وتاريخها في تاريخ أرض القرآن لأحد كبار العلماء الشيخ سليمان الندوي رحمه الله.(ط)
(15) البقرة /143
(16) البقرة/ 142
(17) جاء ذلك في عدد من الروايات ولكنها غير مرفوعة أو غير صحيحة، وكذا في عبارات الكتب المقدسة.(ط)
(18) لقد شهدالتاريخ الإنساني حقبة من الدهر حيث كانت للقبائل والأمم قبلاتهم المختلفة، وهي حقيقة أشار إليها القرآن الكريم بقوله "وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض"، كما توجد روايات في بعض كتب السيرة تشير إلى أن عدد القبلات كانت خمس عشرة، سبع منها في الجزء الأسفل وسبع في الجزء الأعلى، فعسى أن تكون في الجزئين من الكرة الأرضية لكل إقليم منها قبلة مستقلة، فمجموعها أربعة عشر والقبلة الخامس عشرة هي القبلة المركزية وهي هذه الكعبة، ولكن ذلك كله إلى أن كان من الصعب اجتماع جميع البشر على قبلة واحدة، ولما أمكن ذلك نسخت الجميع ووجه جميع بني آدم إلى قبلة واحدة كما كانوا قبل انتشارهم في بداية الأمر.
(19) حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو مَعْمَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ نَافِعٌ:سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اوحى الى آدم وَهُوَ بِبِلادِ الْهِنْدِ:أَنْ حُجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَحَجَّ آدَمُ مِنْ بِلادِ الْهِنْدِ، فَكَانَ كُلَّمَا وَضَعَ قَدَمَهُ صَارَ قَرْيَةً، وَمَا بَيْنَ خُطْوَتَيْهِ مَفَازَةً، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ، وَقَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى بِلادِ الْهِنْدِ فَمَضَى، حَتَّى إِذَا كَانَ بِمَأْزِمَيْ عَرَفَاتٍ، تَلَقَّتْهُ الْمَلائِكَةُ، فَقَالُوا: بِرَّ حَجَّكَ يَا آدَمُ! فَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ عُجْبٌ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَلائِكَةُ ذَلِكَ مِنْهُ قَالُوا: يَا آدَمُ، إِنَّا قَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، قَالَ: فَتَقَاصَرَتْ إِلَى آدَمَ نَفْسُهُ.تاريخ الأمم والملوك للطبري 1/25 دارالتراث بيروت 1387هـ (طلحة)
(20) حدثنا أبو همام، قال: حدثني أبي، قال: حدثني زياد بن خيثمة، عن أبي يحيى بَائِعِ الْقَتِّ، قَالَ: قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: لَقَدْ حدثنى عبد الله ابن عباس ان آدم نَزَلَ حِينَ نَزَلَ بِالْهِنْدِ، وَلَقَدْ حَجَّ مِنْهَا أَرْبَعِينَ حِجَّةً عَلَى رِجْلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، أَلا كَانَ يَرْكَبُ؟ قَالَ: فَأَيُّ شيء كان يحمله! فو الله إِنَّ خَطْوَهُ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَإِنْ كَانَ رَأْسُهُ لَيَبْلُغُ السَّمَاءَ، فَاشْتَكَتِ الْمَلائِكَةُ نَفَسَهُ، فَهَمَزَهُ الرَّحْمَنُ هَمْزَةً، فَتَطَأْطَأَ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. نفس المصدر(ط)
(21) وكان لمّا طال تحسّر آدم على الجنّة، أنزل الله عليه خيمة من خيم الجنّة، من ياقوتة حمراء، وضعت موضع الكعبة. كنزالدرر وجامع الغرر لابن الداوودي 2/62 طبع عيسى البابي الحلبي القاهرة مصر 1402هـ
(22) إشارة إلى حديث لا يسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن.
(23) من كبار علماء الهند وأعلامها،
(24) صحيح البخاري برقم 827
(25) صحيح مسلم برقم 858
(26) آل عمران/97
(27) آل عمران/77
(28) أخرجه الترمذي في الجامع
(29) التوبة معناها الرجوع، ولقد روي أنّ سيدنا أبا بكر حينما سمع هذه السورة بدأ يبكي، واستنبط منها قرب وفاة النبي عليه السلام، وأرى كلمة التواب هذه مصدر استنباطه، لأنه ذكر الله تعالى فيه كلمة التوب أي الرجوع إلى نفسه، أمّا الأمر بالاستغفار في السورة، فهي كما ورد ذكر المغفرة في سورة الفتح، وفي السورتين جاء الحديث عن الفتح ويعقبه ذكر المغفرة في كلتيهما، فلا يدلّ على الوفاة بل على أنه ربما يخالج الإنسان شيئ من الشك في الوفاء بالوعد قبل أن يشاهد الحقيقة بأمّ عينيه، فعسى أن يكون الأمر بالاستغفار والمغفرة من أجل هذا الخلجان والله أعلم.
(30) صحيح البخاري
(31) صحيح البخاري برقم 1595

تنويه:

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

مقالات ذات صلة

بيان مؤتمر العلماء الأول بدمشق - تاريخ 11-13 رجب 1357هـ
السبت، 29 ربيع الأول 1434 هـ - 9 فيفري 2013بيان مؤتمر العلماء الأول بدمشق - تاريخ 11-13 رجب 1357هـ
  الفكرة العامة الموجبة للمؤتمر        لما كان ...
ما أشبه الليلة بالبارحة - كلمة رابطة علماء سورية
الأربعاء، 12 شوال 1430 هـ - 30 سبتمبر 2009ما أشبه الليلة بالبارحة - كلمة رابطة علماء سورية
ما أشبه الليلة بالبارحة        كان بيان رابطة علماء بلاد ال...
تعريف بكتاب الجامعة الرمضانية للأستاذ عبد الله مسعود - صدور كتاب جديد عن رمضان
الأربعاء، 12 شوال 1430 هـ - 30 سبتمبر 2009تعريف بكتاب الجامعة الرمضانية للأستاذ عبد الله مسعود - صدور كتاب جديد عن رمضان
تعريف بكتاب الجامعة الرمضانية صدور كتاب جديد عن رمضان للأستاذ عبد الله مسعود. يقدم الأست...