- ولد في قرية " سغوق سو " بمحافظة " هَندَك " في 1/7/1909 ، وحفظ القرآن على يد والده حافظ سعيد أفندي ولم يتجاوز السابعة ، ثم انتقل إلى إستنبول عام 1922م ليكمل دراسته الشرعية ، ورحلَ إلى الأزهر وتلقى فيها العربية وأصول الفقه والعلوم الشرعية ..
- في عام 1937م ( أي عمره 28 سنة ) أُجِيز عن فهمي أفندي بالقراءات الأربع عشرةَ ، وهيَ القراءات العشر الصغرى والكبرى والأربع الشواذ الزائدة ، كما أخبرَني بذلك تليمذهُ شيخُ قرّاء إستنبول علي شاهين الجايقره وَي ، فقُلّد منصب الإمامة بعدةِ مساجد ، منها مسجد مهرماه سلطان وغيره ..
- إلى عام 1944م حين تولى إمامة مسجد السلطان بايزيد ، فكان بعد الصلاة يجتمع القرّاء في المحراب ، فيجلس شيخ قرّاء المسلك المصري على جانب ومن تبعه ، وشيخ قرّاء المسلك الإسلامبولي على الجانب الآخر ومن تبعه ( وقد فصّلتُ الفرق بينهما إسناداً وأداءً في منشورٍ مُفصَّل يُرجَع إليه ) ، والشيخ يتوسطهم ، فيقرؤون عليه جميعاً ، يردُّ على هذا وذاك ..
- ولا يجعل له وقتاً للإقراء بل وقته مفتوح مطلق لكل من طلبه للقراءة عليه ..
- كان يتصدر بين الناس للقراءة بالقراءات بطريقته التي سمّوها " الفم الاسطنبولي" ، يدمج بين المقامات والألحان التركية ، وبين المقاماتِ والألحان المصرية ، فكانت قراءته أقرب لمقام " عشاق " ، وفي بعض الأحيان إلى " رست " ، بنفس طويل يمكّنه من قراءة سطرين متتالين من المصحف دون تلبّك أو انقطاع ..
- إلا أنه كان يمنعهم من تسجيل صوته وتلاوته ورعاً وخشيةً ؛ فلجأ الناس إلى تسجيلها سراً وتسرّب بعضها إلى اليوتيوب وهي موجودة اليوم ..
- افتُتِحَ مركز " حاسيكي " لتعليم القرآن وعلومه في إستنبول وعُيّن فيه أستاذاً في علم القراءات ، ثم رئيساً للقراء في استنبول ، وكان منصباً رسمياً قبل أن ينتقل إلى المنصب التشريفي ..
- بعد إعلان أتاتورك الجمهورية التركية وإلغاء الخلافة ؛ منع تعليم القرآن وتلاوته في المساجد ، فشن حرباً قاسيةً على الإسلام والقرآن ؛ فاعتُقل الشيخ رحمه الله جرّاء ذلك لفترة طويلة ..
- وبعد خروجه ؛ لم ينقطع عن تلقين القرآن في مدرسته التي أنشأها داخل جامع بايزيد ، فكان يشرف على تعليم الطلبة وتلقينهم بنفسه دون أن يعتمد على معلمٍ آخر ، وتخرّج على يديه الآلاف من الحفظة لكتاب الله والمجازين بالقراءات ..
- وفي عام 1979 م ، أحيل إلى التقاعد بعد أكثر من 40 سنة من تعليم القرآن ، إلا أنه مارس الإقراء والتلقين في مسجده حتى توافه الله عام 1999 م ، وحضر جنازته أكثر من عشرة آلاف حاضر وصلّوا على جثمانه الطاهر في جامع بايزيد ، الجامع الذي قضى فيه أكثر من أربعين سنة يصدح صوته فيه بقرآن ربه. رحمه الله تعالى ، وأنار ضريحه وغفر له.
ماجد بن حسّان بن وصفي شمسي باشا
جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِّر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين